- شعار الرابطة

السبت, 27-أغسطس-2011
خاص -
اكبر جبال المنطقة الوسطى بمحافظة إب - تكسوه الخضرة و تحتل مساحة الأراضي الزراعية فيه نسبة كبيرة فضلاً عن انه يعد موقعاً استراتيجياً ،ولكون جبل " شخب " عمار- كذلك ،شاهقاً فقد اتخذته ما كانت تسمى " الجبهة الوطنية " في الثمانينات موقعاً عسكرياً لها ،بغية السيطرة التامة على المنطقة برمتها
إضافة إلى ذلك فالجبل يمثل معلماً سياحياً بارزاً، إذ يتمكن من هو في قمته من مشاهدة بعض محافظات الجمهورية من جميع جهاته إلا أن ذلك لم يدم لأهل المنطقة طويلا ،فقد تحولت الأراضي الزراعية و الجبال من مواقع سياحية تعود بالنفع على أهلها ،إلى مقابر لمن يحاول الصعود إليها أو الزراعة على سفوحها ،وأصبح لسان حال الجبال والسهول " إن اقتربت مني ووطأت قدماك ترابي فستنال عقابك ويتحول صعودك علي إلى نزول محمول على الأكتاف فمئات الآلاف من الألغام زرعت على عشرات من جبال وسهول المنطقة الوسطى ،الأمر الذي أحرم أهاليها التمتع بالحياة فيها ،والزراعة على تربتها ،،ويعود ذلك إلى ثمانينات القرن الماضي حيث احتلت ما كانت تسمى بالجبهة الوطنية " كل جبال ومناطق المنطقة الوسطى من محافظة إب - وكانت سياستها حينئذ أن تسيطر على أهم المرتفعات والجبال في المنطقة، ولمدة 7 سنوات ابتداء من 1973م حتى 1980م عاثت خلالها في المنطقة فساداً فقتلت وشردت ،وعند دحرها من قبل القوات المسلحة وتحديداً " العمالقة " لم تترك المناطق التي كانت تستولي عليها كما يحب أن يراها الناس " ويتنعمون بالحياة فيها ، يزرعون ويسرحون ويمرحون ،ولكنها تركتها مزرعةً كبيرةً وواحةً واسعة من الألغام ،،وأصبح أهالي المنطقة منحصرة معيشتهم في مناطق معينة لايستطيعون صعود الجبال ولا الزراعة على أراضيها ،ومن أراد ذلك يصبح مصيدةً للغم يغتاله من تحته فجأة أو يصبح ذا إعاقة دائمة
وكل من يزور المنطقة الوسطى ،يشاهد جبلاً كبيراً في حجمه شاهقا في ارتفاعه حتى إن أهالي المنطقة ممن يعرفونه يشاهدونه في حالة صفاء الجو من على نقيل " ذي يسلح " ،ويظن كل من زار المنطقة إن جبل " شخب - عمار " بشموخه الكبير ،يعتبر أجمل مكان سياحي يُغبط عليه أهالي المنطقة ،،لكن ما يخيب الآمال " أن هذا الجبل المرتفع يتحدى كل من يريد اعتلاءه ،ومن يغامر لذلك يلقى مصرعه فقد سيج بطوق كبير من الألغام يحرم أهاليه المتعة ،فضلاً عن كسبهم الرزق فيه من خلال الزراعة ،والحشائش والاحتطاب. جبل شخب لم يكن هو الوحيد الذي تركته " الجبهة الوطنية " مزروعاً بالألغام ،فهناك عشرات الجبال في المنطقة هي الأخرى لم تسلم من الألغام ،فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك جبال ( المصوام - كنيه - أزال - القفل - نفل - المحفي - المقام - جبل تاج الدين ) وغيرها جبال وسهول كثيرة مملوءة بالألغام
هذه الأماكن المزروعة بالألغام وليس بالقمح أو الذرة ،لم تحرم أهالي المنطقة تلك الفوائد وحسب ،بل أفقدتها المنطقة عشرات الأشخاص حيث كثير من أبناء المنطقة راحوا ضحيةً لها والبعض أصيب بها إصابات جعلته معاقاً حركياً . و يؤكد أهالي المنطقة إن اغلب ضحايا الألغام من النساء وذلك بسبب ما قالوا " إن النساء يقدمن على الاحتطاب من تلك الجبال المفخخة. الألغام لم تتصيد أبناء المنطقة فحسب،بل إن المواشي كان لها نصيب كبير منها،فمئات من الأغنام والجمال والحمير والبقر لاقت حتفها أيضا
وآخر ضحاياها امرأة تنتمي لقرية كهال احد القرى التي تقع أسفل جبل " شخب" الجبل الأكبر ارتفاعا والأكثر ألغاما
احمد علي 50 عاماً - احد أبناء المنطقة ممن عايشوا الأحداث من بداية سيطرة الجبهة على المنطقة ،يقول " إن الجبهة حسب أقوالها كانت تهدف إلى تحرير الوطن،و كانت تستخدم لها عدة أسامي منها ،الجبهة الوطنية ،المليشيات الخ ،إلا أنها حسب قوله " لم تبرح المنطقة الوسطى ،وحولتها إلى مزرعة ألغام ،كما أنها كانت تقوم بتحقيق أغراض شخصية ،حيث كانوا يقومون باغتيال بعض شخصيات المنطقة . ويضيف احمد " إن عشرات من جبال المنطقة مملوءة بألغام زرعتها الجبهة بعد دحرها في عام 1982م،مشيراً إلى " أن الألغام أصابت في كل قرية من شخصين إلى ثلاثة
مؤكداً أن الألغام لا زالت مزروعة إلى الآن الأمر الذي احرم كثير من الناس زراعة أراضيهم حتى أن الأراضي كما يقول " صلبت " وأصبحت غير صالحة للزراعة ولم يستفد مالكوها منها شيئا
وأضاف " إن الجبهة لم تقتصر في زرعها للألغام على الجبال التي كانت تسيطر عليها وتحتلها ،بل عمدت إلى وضع الألغام وخاصة منها الثقيلة على طرق " السيارات " وذلك من أجل قطع الطرق وإصابة السيارات ،مؤكداً أن احد الأشخاص من أبناء المنطقة لقي مصرعه اثر لغم كبير وضع في الطريق
من جهته طالب الشيخ عبد اللطيف البيل عضو المجلس المحلي بمديرية الرضمة - الجهات المختصة بالسعي لنزع ما تبقى من ألغام في جبال ومرتفعات منطقة عمار ،حتى يتسنى لأهالي المنطقة زراعة أراضيهم ،والتمتع بزيارة الجبال المرتفعة كمزارات سياحية. وقال البيل " إن هناك لجنة أتت لزيارة المنطقة ومسحتها ،إلا أنها إلى الآن لم تشرع في نزع الألغام ،والتي أدت إلى مصرع عشرات الأشخاص من أبناء المنطقة، مشيراً إلى أن زرع الألغام قد اشتركت فيها الحكومة إلى جانب الجبهة وذلك بحجة حماية المنطقة والجيش من الجبهة ،إلا آن الجبهة كما يقول " كان لها النصيب الأكبر في ذلك
وأضاف عضو المجلس المحلي " أن زرع الألغام كانت تتركز في المرتفعات،وأحيانا في الطرقات،والأماكن التي كانت تعتقد الجبهة أن تقدما للجيش جيري عبرها.

ردود افعال داخلية

\تصاعدت حدة التوتر الشعبي اليمني إزاء الجماهيرية الليبية جراء ما تردد في أوساط مختلفة من ضلوع نظام العقيد معمر القذافي في أحداث محافظة صعدة، ووقوفه خلف "مؤامرة" تستهدف أمن اليمن، الأمر الذي تطور أمس الأربعاء إلى صدور بيان باسم أبناء صعدة يطالب القيادة اليمنية بقطع العلاقات مع ليبيا وإغلاق سفارتها بصنعاء.وعلى الرغم من أن مؤشرات هذا الموقف ظهرت في وقت مبكر من اشتعال فتنة صعدة، وبلورت انطباعاً لدى كثير من المراقبين في ساحة الرأي العام بأنها ستمثل نتيجة حتمية لمسار العلاقات اليمنية- الليبية، إلاّ أن تأني صنعاء في حسم قرارها منح طرابلس مزيداً من الوقت للدفع بالأحداث باتجاه وضعها المعقد، الذي صار يشد حباله بقوة حول عنق طرابلس بجرم "التآمر السياسي على اليمن"! فمؤشرات التقارير الأمنية الرسمية التي عرضتها الحكومة على مجلسي الشورى والبرلمان، وكذا تلك التي لم تتوان الدبلوماسية اليمنية في الحديث عنها في تصريحاتها المختلفة ما زالت تؤكد أن النظام الليبي ضالع في تقديم الدعم المادي والمعنوي للمتمردين في صعدة، واحتضان بعض قادتهم على أراضيه، وتأمين الحماية لهم.النشاط الليبي الأوسعوعلى الرغم من تكتم الحكومة اليمنية على الكثير من التفاصيل بهذا الشأن، إلاّ أن الأمر لم يكن عصياً على ساحة الإعلام من كشف العديد من خيوطه. ففي 9 / فبراير كشفت "نبأ نيوز" عن تلقي عبد الملك الحوثي دعماً مالياً قدرته مصادرها بـ (مليون و600 ألف دولار) لتمويل صفقة شراء أسلحة وذخائر وتجهيزات. وقالت: أنها "من أجل القيام بأنشطة تستهدف المملكة العربية السعودية، وفي مقدمتها منع الشركة الألمانية التي تقوم بوضع العلامات الحدودية بين اليمن والسعودية من مزاولة أعمالها، وتهريب عناصر إرهابية تستهدف شخصيات سعودية رفيعة".أن الحديث عن وجود دعم ليبي للجماعات الشيعية المتمردة في صعدة لم يكن وارداً في أول اشتعال للفتنة منتصف عام 2004م بقيادة حسين الحوثي، إلاّ أن التوقيت الجديد يؤكد بقوة مدى ارتباط أنشطة النظام الليبي الأخيرة في اليمن مع تداعيات الأزمة التي فجرتها قمة شرم الشيخ بين العقيد القذافي والملك عبد الله بن عبد العزيز في أعقاب المشادات الكلامية التي تخللت القمة، والتي ما لبثت أن أماطت النقاب بعد مدة وجيزة عن مخطط ليبي لاغتيال الملك عبد الله؛ وهو ما دفع القذافي إلى استغلال بعض الأوراق في الجانب اليمني في محاولة لإطباق الحصار على السعودية – ذات النهج السلفي "الوهابي"- من الجنوب والشرق بالمتمردين الشيعة، خاصة وأن المناطق السعودية المتاخمة لليمن تشكل امتداد ثقافي واجتماعي ومذهبي لنفس مجتمع صعدة. ومن هنا لم يكن النشاط الليبي قاصراً على احتضان قادة "الشباب المؤمن" داخل أراضيه، ودعم تنظيمهم بالأموال – وربما التجهيزات- بل ذهب القذافي إلى السعي لاستقطاب مشائخ القبائل المتنفذة في تلك المدن المتآخمة للملكة، وخلع الألقاب "الزعامية" عليهم- كما هو الحال مع استقباله الشيخ حسين الأحمر، ووصفه بـ "منسق القبائل"، و"مرجعية شعبية اجتماعية عامة" و"مظلة اجتماعية وطنية لكل الشعب"، ومن ثم الاتفاق على تشكيل (اللجنة الشعبية للتضامن الوطني) التي تم إشهارها بصنعاء في 14/ مارس الماضي ليحاكي بها تجربة اللجان الشعبية الليبية، والتي رصدت لها ليبيا تمويلاً طائلاً.كما ذهب القذافي مؤخراً لاستغلال المناخ التنافسي بين أحزاب المعارضة والحزب الحاكم في اليمن باستمالة بعض تلك الأحزاب بدعومات مالية سخية ضمن توجه لتكوين مظلة داخلية يستبق بها أي محاولة تصعيد من جانب السلطات اليمنية للموقف إزاء مؤامرات الجماهيرية الليبية.موقف شعبي متوتريبدو أن صنعاء ستجد نفسها مضطرة فعلاً للإقدام على خطوة ما باتجاه علاقاتها مع ليبيا، فالساحة اليمنية تشهد غلياناً غير مسبوق إزاء ما يقرأه الشارع اليمني من "مؤامرة ليبية " حقيقية تستشري على أرض الواقع بوضوح في الوقت الذي تقف السلطات متفرجة على ما يطول البلد من خراب ودمار- لا يريد منه النظام الليبي سوى الانتقام من المملكة العربية السعودية بزعزعة أمن جارتها – اليمن- الذي لا يمكن أن يستقيم الوضع في أحدهما بمعزل عن أمن الآخر.فالأوساط السياسية اليمنية طالبت في وقت سابق – ببيان- القيادة اليمنية بقطع العلاقات مع ليبيا وطرد سفيرها من صنعاء.. وكذلك فعل "أبناء وأسر شهداء الواجب بصعدة" من مختلف مدن الجمهورية اليمنية، ليأتي بيان أبناء محافظة صعدة الصادر أمس متوجاً لضغوط الشارع اليمني على الحكومة والقيادة السياسية.. وهناك بالمقابل كتابات ليبية عديدة بدأت بالظهور في وسائل إعلام مختلفة تهاجم هذا اللون من التدخلات التي تراها ليس لها ما يسوغها.. فالاحساس بالضرر آخذ بالتنامي على نحو ملحوظ - خاصة وأن اليمن تتكبد أموالاً طائلة لمحرقة الحرب، وأن مشاريعاً كثيرة تعطلت وتوقفت عجلة التنمية بصعدة وبات الاحساس الوحيد هو إحساس الغضب من دعاة الفتنة وممن يقف ورائهم ويسخر لهم إمكانيات دولة..مقاضاة القذافي بجرائم إبادةلكن على الصعيد المؤسسي يجري العمل على قدم وساق لترويج دعوى قضائية في المحاكم الدولية ضد شخص العقيد معمر القذافي وبصفته الشخصية على خلفية قضية ضحايا الألغام الليبية التي أودت بحياة آلاف اليمنيين ومازالت تهدد حياة آخرين غيرهم .فقد رفع المحامي محمد علي علاو دعوى قضائية على العقيد القذافي ، متهماً إياه بالتآمر على اليمن، ومحملاً إياه مسئولية أعمال التخريب في مناطق اليمن الوسطى خلال حقبة السبعينات والثمانينات. وهو اليوم يقود فريق محامين مؤلف من (25) محامياً، فيما بلغت عدد التوكيلات التي سيدافع عن أصحابها (350) توكيلاً، والرقم ما زال مرشح لارتفاع كبير وبحالة تزايد يومية.ففي حوار أجرته "نبأ نيوز" مع المحامي محمد علي علاو وصف دوافع رفع القضية بـ"ذاتية وإنسانية"، وعلل ذلك بالقول: "أولا إنني من أبناء محافظة البيضاء وبحكم أني من رداع التي كانت ضمن مناطق صراع بين قوات الجبهة وقوات الشرعية الحكومية.. وقد زار العقيد معمر القذافي اليمن في أواخر السبعينات بعد تولي الرئيس علي عبد الله صالح الحكم بشهرين تقريباً، فوصل صنعاء ثم اتجه فورا إلى عدن- فيما يبدو أن الجو في صنعاء لم يكن يعجبه- وبعد وصوله الضالع التقى بقيادة وعناصر الجبهة الوطنية علنا، حسب ما تحكيه الوقائع وشهادة الشهود، وقال لهم: انتم ثوار اليمن، وانتم حركة التحرر، ولابد من صنعاء ولو طال السفر، وأن نظام صنعاء نظام رجعي إمبريالي متخلف، وأن أمريكا.. وأن السعودية .. وكلام من هذا القبيل كان فيه تحريض على استمرار القتال.. والتزم لهم بالمال والسلاح والألغام".ويقول المحامي علاو: "منذ ذلك الحين ولحد الآن والألغام موجودة وكل يوم تزهق أرواح عشرات الضحايا، وأنا شاهد عيان لمأساة حصلت لأبناء عمي .. وما زالت الجبال والوديان والطرق حبلى بالألغام المزروعة
بموجب القانون الدولي 1503منذ خمسة أعوام – وتحديداً بعد إثارة قضية لوكربي- بدأ المحامي علاو بالإعداد لمقاضاة العقيد القذافي، ويستند في ذلك على خلفية قانونية شرحها قائلاً: "نحن نتبع الإجراء القانوني الدولي رقم (1503) المختص بانتهاكات حقوق الإنسان الثابتة والمستمرة باعتبار جرائم الألغام مستمرة وثابتة منذ عام 1979م وحتى اليوم. وهي في إطار نمطي ثابت مستمر. ومن الشروط الرئيسية في هذا الإجراء أن يكون المتظلم قد استنفذ جميع طرق الطعن المحلية.. ونحن تقدمنا إلى النائب العام وقرر حفظ الشكوى الجنائية، ولجأنا إلى القضاء المدني وقررت المحكمة أنها ليس من اختصاصها بل اختصاص دولي.. وبذلك نحن نمتلك الحق القانوني للشكوى".ويضيف: "نحن الان نتجه لتدويل القضية وبلورة رأي عام ضاغط، ليعرف العالم هذا الرجل- أي القذافي- ومدى حقده على الشعب اليمني بغض النظر أن يكون المتضرر من أبناء المناطق الوسطى أم من صعده.. فالآن لدينا الوثائق الرسمية التي تؤكد انه هو المتورط الرئيسي، فهو لديه خلافاته مع الأخوة في السعودية ويريد أن يصفيها مع اليمنيين بعشرات الضحايا من المدنيين والعسكريين الذين يسقطون يومياً رغم علمه بأن حركة الحوثي هي تمرد خارج عن الشريعة والقانون والدستور اليمني، وأنه كان يفترض به أن لا يلتقي مطلقا مع هذه الجماعات- ولو من باب عدم التدخل في الشئون الداخلية- إلاّ أن نيته الإبادة الجماعية للشعب اليمني
كي لا تتكرر المأساة في صعدةويضيف: " نحن نريد أن لا تتكرر المأساة وتتحول صعده الى حقول ألغام ليبية، وان يتحمل الشخص الذي أساء أو أجرم مسئوليته.. فاللجنة الوطنية لمكافحة الألغام تؤكد أن 25 ألف لغم ما زال مدفون لحد الآن، وفي محافظة إب وحدها يوجد 120 ألف وهذه الأرقام فعلا موجودة وكل يوم تذهب أرواح ضحايا.. حيث أن ليبيا قدمت حوالي 12 مليون لغم في المناطق الوسطى"ويؤكد: "أن جرائم الحرب والإبادة لا تسقط في التقادم،وكان الأولى بالقضاء اليمني أن ينظر بالقضية لأنه هو المختص ومثلما حدث مع لوكربي وتمت محاكمتهم في لوكربي..ونحن لدينا أشرطة من ليبيا، وهناك مفاجأة سنكشف عنها في وقتها بعد أن نستوفي كل الأدلة وسنمضي لتقديم العقيد معمر القذافي للعدالة بصفته وشخصه بمسئوليته عن الضحايا وإساءة استعمال السلطة ولن يستطيع التهرب منها.."!وعلى ضوء هذه التصريحات، والإحصائيات التي تؤكد وقوع (4904) حادثة تأثر بالألغام ، منها (2560) حادثة قتل، و(2344) فإن الموقف الليبي متجه نحو مأزق حقيقي في اليمن لا مناص من مواجهته
إرث تاريخي للتآمر الليبيإن تصاعد النشاط الليبي في اليمن - حتى وإن ظلت الحكومة اليمنية متكتمة على بعض أسراره- إلاّ أن فهمه يصب في سياق تأريخي سياسي ليبي تطلع فيه العقيد معمر القذافي إلى محاكاة دور الزعيم جمال عبد الناصر ببلورة نفوذ سياسي قومي في ريادة المنطقة العربية. وكان يرى في دعم أي حركات ثورية "ليبرالية" في المنطقة كفيل بتحقيق أحلامه في شبه الجزيرة العربية والخليج بعد التخلص من أنظمتها التي يصفها بـ"الرجعية". وما كان ينعش تفاؤله بهذا الاتجاه وجود نظام اشتراكي في شطر اليمن الجنوبي يتبنى ذات التطلعات – رغم التباين النسبي في الفلسفة الاشتراكية لدى الطرفين.لكن هذه التطلعات تعرضت لصدمة قوية بصعود الرئيس علي عبد الله صالح إلى دفة الحكم في اليمن، وتأكيده منذ الخطاب الأول له يوم 17/يوليو/1978م، أن الأولوية في علاقات بلاده ستكون للعلاقات مع دول الجزيرة العربية والخليج العربي، وفي المقدمة المملكة العربية السعودية.. ومثل هذه البوادر لم تكن تروق العقيد القذافي الذي كان يعتقد عشية اغتيال الرئيس أحمد عبد الله الغشمي أن الأمور تتجه إلى "الإطاحة بالعروش الرجعية"- على حد وصفه لأنظمة دول الجزيرة والخليج- وهو ما دفعه إلى احتضان جبهة 13 يونيو المتشكلة في أعقاب اغتيال الرئيس الحمدي.وتؤكد "جلوفاكيا إيلينيا" في كتابها (النظام السياسي في الجمهورية العربية اليمنية): "أن القيادات الناصرية وقعت تحت تأثير إيحاءات النظام الليبي وضغطه بضرورة حسم الأمر عاجلاً قبل اشتداد عظم الرئيس علي عبد الله صالح واستقرار علاقته مع المملكة العربية السعودية، إضافة إلى إغراءات أخرى اتفق عليها القذافي مع القيادات الانقلابية".. لكن فشل انقلاب (15/ أكتوبر/1978م) فضح الدور الليبي وكشف عن دعم ليبي بـ(6) مليون دولار ، إلى جانب أسلحة وتجهيزات مختلفة تحدثت عنها جلسات المحاكمة التي تم بثها عبر الإذاعة الرسمية آنذاك.. فآلت العلاقات اليمنية الليبية إلى تدهور ثم القطيعة الرسمية بعد توجيه الاتهام الرسمي لليبيا بأنها كانت "الجهة المشجعة والممولة للانقلاب الناصري".إن الحديث عن المؤامرات الليبية على اليمن يطول ليقطع شوطاً دامياً في أوائل الثمانينات التي ألقت الجماهيرية الليبية بكل ثقلها على رهان الإطاحة بنظام الرئيس صالح من خلال الدعم التسليحي المفتوح للجبهة الوطنية- وهي قوى مناهضة لنظام صنعاء، يحتضنها نظام الشطر الجنوبي- لتتحول جميع مناطق الأطراف بين الشطرين إلى اكبر حقل ألغام عرفته منطقة الشرق الأوسط، ولتتحول البندقية المعروفة بـ(الليبي) إلى تقليعة اليمن التي يجوب بها الصغار والكبار كل مكان من أرجاء اليمن ليشيعوا الموت بكل من يعترض طريقهم.إن حسابات المرحلة الحالية لا يمكن أن تـُقرأ بغير نفس الأرقام التي حملها نظام العقيد القذافي لرسم معادلاته لمستقبل الجزيرة العربية والخليج’ ومن نفس نظرة "غرور الزعامة" و"داء العظمة" التي تدفعه للاعتقاد بأنه زعيم فوق كل الرهانات

تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 19-مارس-2024 الساعة: 11:45 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.maonah.org/maonah/news-171.htm