- جامع النهدين

الإثنين, 05-سبتمبر-2011
نقلا عن موقع صحيفة 26 سبتمبر -
ماهو مستقبل اليمن والمنطقة لوتحقق للمتطرفين الوصول للحكم بهذه الطريقة العنيفة
تساؤلات كثيرة أفرزها حادث الاعتداء الإرهابي الذي استهدف الرئيس علي عبدالله صالح وكبار قيادات الدولة بمسجد النهدين بدار الرئاسة بصنعاء في يوم الجمعة الأول من شهر رجب الحرام : هل ذلك الحادث سيقف عند حدود استهداف أولئك القادة السياسيين ومعهم عدد من الضباط والأفراد , أم أنه يمثل حلقة ضمن سلسلة حلقات تآمرية في مخطط إرهابي كبير يتجاوزه إلى استهداف بقية رجالات الدولة الذين رفضوا الانجرار وراء موجة الانشقاقات والانضمام إلى التيار الانقلابي المنحاز إلى صف أحزاب " اللقاء المشترك " المعارضة وآثروا البقاء في صف الوطن والشرعية الدستورية وتصدوا لأولئك الانقلابيين, إيمانا منهم بأن من أقدموا على تلك الخطوة إنما فعلوها لهدف سياسي مكشوف وأغراض ومطامع شخصية بعيدة كل البعد عن أية مصلحة للوطن والشعب.
كما يثير ذلك الحادث سؤالا آخر: هل معالم المخطط وحدوده ستقف عن حد استهداف محافظة أبين ومهاجمة الأولوية والمعسكرات في أرحب والحيمة ونهم ولحج والضالع ومأرب وإثارة الفوضى في تعز والحديدة وغيرها من المدن والمحافظات اليمنية.. وتحويل الجوف إلى محافظة " اخوانية حوثية " أم أن المخطط يتجاوز ذلك إلى ما هو أبعد وأشد خطرا وإرهابا قد لا يعرف المواطن البسيط في المدى المنظور أبعاده الحقيقية والجهات التي تدفع به وتقوم بتمريره تحت غطاء يبدو للمراقب البعيد أنه دعوة لإسقاط النظام تأثرا بما أسمي بالثورات العربية ومحاولة محاكاتها من خلال المظاهرات والاعتصامات وترديد الشعارات المناهضة للدولة والتي تجاوزت في بلادنا كل ذلك إلى عنف ممنهج وتخريب متواصل للمنشآت العامة والخاصة واستهداف مباشر لقوات الجيش والأمن لهدف سياسي مدروس يبدأ بالتغرير بمعتصم لإطلاق الصرخات في " ساحة التغيير " وإظهاره على أكثر من قناة فضائية وينتهي أخيرا على جثته وجثث الأبرياء من اليمنيين عند كرسي السلطة والاستئثار بالحكم, اذا ما قدر لأولئك الوصول إليه. وإن كان المراقب القريب المتأمل في ما يحدث في اليمن سيجد أن فصول سيناريو المخطط واضحة ولم تعد بحاجة إلى عين ثاقبة أو تفكير سياسي متبصر بعد فحادث الاعتداء على مسجد النهدين كان بداية لاستهداف كل رجالات الدولة, مهاجمة محافظة الجوف الذي تزامن مع مهاجمة صعده والسيطرة عليهما في مارس الماضي في إطار ما أسمي بمخطط إسقاط المحافظات الذي كشف عنه في وقت لاحق أحد القيادات الامامية البارزة في أحزاب اللقاء المشترك وبالتزامن مع إعلان الانقلابيين عسكريين ومدنيين العودة إلى أحزابهم الأصلية وتياراتهم العقائدية المتشددة.وتذهب تساؤلات المراقبين إلى القول : هل ما يصدر عن أحزاب " المشترك" وبالذات حزب الإصلاح من مواقف سياسية متعنتة ورفض أية محاولات للجلوس على طاولة حوار وطنية في الداخل .. وتجييش مسلحي حزب الإصلاح " الإخوان المسلمين " وعناصر الإرهاب في منطقة أرحب لمهاجمة المعسكرات والاعتداء على المواطنين مع ما يحدث في مأرب من أعمال تخريب هدفها خنق العاصمة صنعاء وباقي المحافظات اليمنية من خلال قطع الطرقات والاعتداء على الكهرباء ومنع وصول الغاز و البترول والديزل إلى المواطنين لإظهار الدولة أمام العالم بأنها دولة فاشلة, مع ما يحدث من أعمال إرهابية في محافظة أبين من قبل عناصر " القاعدة " ومع ما حدث من هجمات انتحارية في عدن, هل كل تلك الأعمال يحدث كل منها بمعزل عن الآخر أم أنه مخطط واحد وبسيناريو دقيق ومدروس دراسة جيدة وإن اختلفت شخوص منفذيه لكنهم في الأخير تجمعهم عقيدة فكرية متطرفة واحدة وهدف سياسي واحد مصدر توجيهه أحزب المشترك وأولئك الفاسدون الذين تدثروا بالمعتصمين للتطهر من ذنوبهم وفسادهم, ومحاولة الظهور أمام الشعب بثوب الطهارة الوطنية والخوف على مصالح الوطن وادعاء الثورية الزائفة..؟؟
كما أن السؤال الأهم هو ما ذا سيكون حال قادة المشترك اذا ما كشفت التحقيقات أن أسماء بعضهم ومن انضموا إليهم من الانقلابيين أو ربما كلهم ضالعون مع عناصر القاعدة في جريمة استهداف مسجد النهدين وإذكاء نار حرب " القاعدة " في أبين وتمويلها بالإرهابيين والمال والسلاح بعد أن تبث ضلوعهم في استهداف المواطن بشكل مباشر من خلال إيصال الأوضاع إلى حد لايطاق جعلته يصارع فقط من أجل البقاء وكيفية الحصول على لقمة العيش..؟؟
وهذا السؤال يفرز سؤالا أهم: ما هو مستقبل اليمن والمنطقة في حال لو تحقق لأولئك هدفهم بالوصول بهذه الطريقة العنيفة إلى الحكم؟ , وأي مستقبل لمصالح دول العالم التي تربطها باليمن علاقات مشتركة ومصالح متبادلة وخاصة دول الخليج العربي والولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي وغير ؟ وما هو شكل الخارطة السياسية المتوقعة في اليمن وانعكاسها على المنطقة والعالم بشكل عام؟.
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 23-أبريل-2024 الساعة: 09:47 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.maonah.org/maonah/news-191.htm