- جامع النهدين

الإثنين, 05-سبتمبر-2011
حسن طه الحسني - نقلا عن موقع صحيفة 26 سبتمبر -
لليمن الموحد خصوم تغلي قلوبهم حقداً وحسداً كغليان الماء في المرجل، جمعوا امرهم وجلبوا خيلهم ورجلهم وانفقوا من الوقت الطويل ومن المال الكثير وسيكون عليهم حسرة وندامة يوم القيامة، ابرموا امرهم في ليل وعزموا على استهداف رأس الدولة وقطبها وعمودها وذروة سنامها ومعه كبار رجال الدولة باغتياله وقتله والقضاء عليه نهاراً جهاراً اثناء صلاة فريضة الجمعة المباركة في اول الشهر الحرام شهر رجب المعظم المحرم فيه القتل والاقتتال. خاب ظنهم وبطل مكرهم وصدق الله ومكر هويبور أولئك «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين».. «وما يمكرون الا انفسهم وما يشعرون ولا يحيق المكر السيء الا باهله، صوب هؤلاء اسلحتهم نحو بيت الله ملاذ المؤمنين وبيت الخائفين وكهف التائبين والعابدين المستغفرين والمسبحين لله رب العالمين بالغدو والاصال وصدق الله العظيم القائل في قرآنه الكريم «في بيوتٍ اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال.
اراد هؤلاء اغتيال رجل مؤمن يقول ربي الله بعد ان بنى المساجد في عموم محافظات الجمهورية وجعلها دوراً للعبادة واداء فرائض الصلوات ومكاناً يلتقي فيه العلماء والخطباء والمرشدون لتعليم النشء حفظ السنة والقرآن ودعوة الناس الى الله بالموعظة الحسنة والحكمة دون غلو وتشدد في الدين.
وللمساجد عامة عند المسلمين قداسة وحصانة وهيبة فلا يعبث بمحتواها ولا يهدم بناؤها ولا تنهب او يعتدى على مقتنياتها ومصاحفها ولا يؤذى روادها ومن دخلها كان امناً ومن امن فيها كان فائزاً ومن افلح هنا نجح هناك وصدق الله (قد افلح المؤمنون)، ومن النصارى واهل الديانات الاخرى من يحترم دين الاسلام والمسلمين ودور عبادتهم فلا يجرؤ احداً ان يعتدي عليها او يضر بها او باحدى محلقاتها، والاقليات المسلمة في كثير من بلدان الغرب تحظى بالاحترام وحسن الرعاية، بل ان تلك الحكومات التي تتواجد فيها اقليات مسلمة لها رصيد في ميزانياتها لهؤلاء في مساعداتهم في بناء مساجدهم وملحقاتهم من السكن والمكتبات ومدارس تحفيظ القرآن.
وتمارس تلك الاقليات المسلمة الشعائر الدينية بكل حرية وبيسر انطلاقاً من قول الله تعالى: «لكم دينكم ولي دين» ومن قاعدة (حرية الديانات) تعاون قديم بين النصارى والمسلمين ومن هذه الدول على سبيل المثال لا الحصر امريكا والتي اسلم فيها اول مسلم امريكي هو المرحوم الكسندر رويب. واسلامه كان بقناعة تامة عملاً بقول الله تعالى «لا اكراه في الدين» وذلك بعد ان اهتم بدراسة الاسلام دراسة مستفيضة والقى محاضرة شهيرة في مؤتمر الاديان العالمي في شيكاغوا عام 1893م وكانت عن: روح الاسلام السمحة وتعاليمه البسيطة التي ترتفع بالانسان الى اعلى درجات الانسانية، وفي المانيا بني اول مسجد على اراضيها عام 1916م وامر ببنائه (ولهم الثاني) والحق بهذا المسجد بناء خصص لحفظ المصاحف الشريفة والنسخ النادرة والترجمة لمعاني القرآن الكريم عددها اثنان واربعون نسخة ومع هذا كله تستولي علينا الدهشة والغرابة ويصيبنا الذهول ان يكون في بلد الايمان والحكمة واهل القلوب الرحيمة من تكون قلوبهم اشد قساوة من الحجارة فيتجردون من دينهم واخلاقهم ووطنيتهم ويصوبون اسلحتهم التي تحمل الموت و النار الملتهبة والدمار، قاصدين عامدين القتل العمد فيصوبونها نحو بيت الله ليصيب بها رئيس الدولة ومرافقيه وكبار مساعديه ولكن خاب ظنهم وبطل سعيهم وفسد مكرهم وانكشفت سوءاتهم ونجى الله رئيس الدولة المشير علي عبدالله صالح وخرج من بين الانقاض والجثث المتناثرة البريئة داخل مسجد النهدين سالماً الا من جروح بسيطة وخروجه من بين القتلى والجرحى معجزة الهية ورسالة لهؤلاء بان الله مع اوليائه يناصرهم ويدافع عنهم ويتولى حمايتهم من مكر الماكرين وصدق الله «ان الله يدافع عن الذين آمنوا».
الرجل قوي في الايمان شجاع في الاقدام وصدق رسول الله: «المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف»..
اذ قال عمل لا يخشى في الله لومة لائم لا يعمل الا بكتاب وسنة وصدق الشاعر:
لا تخشى شيئاً اذا ما كنت مقتفياً خطى الرسول يقول الناس ما قالوا
اعلن الجهاد ضد الشيعة واسرائيل منع قطر ان تتدخل في شؤون اليمن وهم جميعاً على كلمة سواء لمحاربة اليمن وللقضاء على وحدتها وتدمير منجزاتها والتخطيط والتموين بالاعتداء على الاخ الرئيس بالاسلحة التي صوبت نحو المسجد واخترقت المبنى ليست الا بتموين وتخطيط مسبق من شر الثلاثة الذين ضاقوا من صراحة الاخ الرئيس في المحافل الدولية ووقوفه ضد هؤلاء الذين حاولوا مراراً وتكراراً ليجدوا لهم موطئ قدم في اليمن فايران حاولت تدعيم شيعة صعدة بالسلاح والمال فوقف الرئيس واعلنها عليهم حرباً مدمرة فغزاهم في عقر دارهم، ووقوف ايران مادياً ومعنوياً وعسكرياً مع الحوثيين لا شك فيه بقصد محاربة الدولة واسقاط النظام فسقط رأس الشيعة في صعدة بداية حرب صيف 2004م وقتل في المواجهة الاولى الشيعي حسين بدر الدين الحوثي، ومنها بدء الشيعة يعدون العدة ضد الدولة التي الحقت بهم الهزائم النكراء قاصدين شخص الاخ الرئيس وما من شك بان لهم ضلعاً في الاعتداء الغاشم على قطب الدولة ورئيسها مؤسس دولة اليمن الحديثة اراد الانتقام منه شخصياً لوقوفه الصلب من التمرد الحوثي في جزء من محافظة صعدة بكسر شكوتهم والقضاء على تمردهم ومازال املنا في رئيس الدولة بعد الشفاء من جروحه ان يواصل الجهاد والنضال حتى يتم القضاء على التمرد والخارجين على النظام والقانون والشرعية الدستورية وفرض هيبة الدولة يجب ان يكون المسيطر على الساحة كلها حتى يأمن المواطن الصالح على نفسه وماله ويسير على ركوبه من صنعاء الى حضرموت لا يخشى الا الله والذئب واللصوص على متاعه وغنمه، واذا اردنا جميعاً شفاعة الرسول يوم القيامة فعلينا جمع الصفوف ولم الشمل حول قيادة فخامة الاخ الرئيس وان نأتمر بامره ونقف ضد كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات اليمن وان نقف في وجه كل من اراد بلدنا والغاء كتاب ربنا وسنة نبينا ولا نحيد عن ولي امرنا قيد انمله فإن يد الله مع الجماعة واذا اردنا ان نقابل التحدي بالتحدي لابد من الصبر والثبات على المبادئ واتباع سنة النبي امتثالاً لقول الله» قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني»
فالجزيرة العربية جنوباً بحر العرب وخليج عدن واليمن مهم من حيث موقعه بالنسبة لدول الخليج واخواننا في الخليج يعلمون ذلك فهو العمق الاستراتيجي والبوابة الآمنة لهم اذا ما توفرت الحماية ونحن اليمنيون السواعد التي تحمي هذا الثغر والمجاهدون في سبيل الله ايد الرسول باجدادنا من ملوك حمير وشهادته لاجدادنا بذلك قال ابن عباس بينما رسول الله في غزوة تبووك يسير ليلاً اذ تقدم الناس ثم وقف لهم حتى لحقوه فقال: اعطيت الليلة الكنزين، قيل وما الكنزين؟ قال: فارس والروم وايده بملوك حمير يقاتلون في سبيل الله ويجاهدون، وفي حديث اخر عن ابي امامة رضي الله عنه قال قال رسول الله ان الله استقبل بي الشام وولى ظهري اليمن وقال لي: يا محمد اني جعلت تجاهك غنيمة وما خلف ظهرك مددا.
بقي ان نقول لاخواننا في قطر العربي الشقيق اتقوا الله في اخوانكم اليمنيين ولا تنفقوا اموالكم للثلة القليلة داخل اليمن لتشتروا بها اسلحة يقتلون بها اخوانكم في العقيدة والعروبة والاسلام فنحن اخوانكم والرسول يقول: المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم ادناهم وهم يد على من سواهم.
الاموال التي تصرف من قطر الشقيق للعصبة التي تدمر اليمن وتقتل البشر وتقطع الطريق ستكون عليكم يوم القيامة حسرة وندامة لان انفاقها في غير وجوه الخير.
واخيراً نخاطب الجهات المعنية بحادثة الاعتداء ونقول مطلوب من القضاء والنيابة العامة الكشف عن العصابة التي اطلقت صواريخها واسلحتها داخل مسجد النهدين بقصد قتل رئيس الدولة ومن معه واحالتهم للقضاء وتطبيق مواد القانون قصاصاً وحداً عقوبة الاعدام حداً او قصاصاً وتعزيراً عملا باحكام الشريعة الاسلامية ومواد قانون الجرائم والعقوبات لعام 1994م ومنها نص م (50) عقوبات التي تقول: عقوبات القصاص هو حق للمجني عليه في حياته ثم ورثته الشرعيين بعد وفاته.. والمادة (234) من نفس القانون التي تنص: من قتل نفساً معصومة عمداً يعاقب بالاعدام قصاصاً الا ان يعفوا ولي الدم.. مع التنويه ان كل من كان في المسجد مسلمون معصومو الدم والمعصوم عرفته المادة (231) من نفس القانون الانسان المعصوم المسلم اياً كانت جنسيته - اليمني ايا كانت ديانته - من ينتمي الى دولة معاهدة غير محاربة او بينها وبين الجمهورية هدنة.
والقانون ان لم يفعل ويطبق على مثل هذه الحالة فلا قيمة له ونرشد اخواننا في المعارضة ان لم يكونوا شركاء بالمال او الكلمة.. في استهداف رئيس الدولة وكبار رجال الدولة والمصلين يوم الجمعة في الشهر الحرام فعليهم العودة الى الحوار ففيه حل للازمة واطفاء الفتنة واستجابة لله ولرسوله وفيه الامان والحياة الابدية والنعمة السرمدية في الحوار التوافق السياسي والحل المرضي والمخرج من المازق والنفق الخطير الذي يمر به الوطن وتذكروا قول الاخ حمد جار الله رئيس تحرير صحيفة السياسة: من المهم جداً العودة الى الحوار تحت سقف المبادرة الخليجية للتوصل الى اجندة وطنية واحدة تتشكل المخرج الطبيعي من الازمة.
والحوار السبيل الامثل للحل ويكفي الوقوع في مأزق التغيير ورفع الشعارات التي لا تغني من جوع ولا تؤمن خائف ولم توحد صفاً او تحقق حلماً..
كم رفعتم من الشعارات لكن
لم تزل تلكم الشعارات وهماً
الشعارات لا توحد صفا
والخلافات لا تحقق حلماً
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 03:01 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.maonah.org/maonah/news-192.htm