نقلا عن موقع شبوة اليوم - كشف الاستاذ علي محمد الآنسي- مدير مكتب رئاسة الجمهورية رئيس جهاز الأمن القومي- عن أن فرق التحقيق في الحادث الارهابي الذي تعرض له فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وكبار مسؤولي الدولة في مسجد دار الرئاسة قد تمكنت من إنجاز ما يقارب 80٪ من التحقيقات وسيتم قريباً الاعلان عن تفاصيل الحادث الارهابي والعناصر المتورطة من خلال محاكمة علنية.
وأوضح الآنسي- في حوار مع »الميثاق«- أن التحقيقات مستمرة وعلى وشك الانتهاء منها بهدف كشف جميع العناصر المخططة والمحرضة والمنفذة لهذا العمل الارهابي الجبان وبمشاركة من قبل فرق تحقيق متخصصة، كما أن الجانب الامريكي يشارك في التحقيقات الفنية للاستفادة من الامكانات والخبرات في هذا المجال.
وأشار الآنسي الى أن أبطال القوات المسلحة والأمن وبمشاركة من الطيران الحربي والقوات البحرية تمكنوا من مواجهة وصد العناصر الارهابية من تنظيم القاعدة في محافظة أبين وإلحاق خسائر بشرية كبيرة في صفوفهم وصلت الى المئات، ومعرفة مصرع أكثر من 80 عنصراً وبالاسم ما بين قيادي ومقاتل من جنسيات يمنية وأجنبية بالإضافة الى عشرات الجرحى والمصابين .. فإلى نص الحوار:
< الاستاذ علي محمد الآنسي.. تُطرح العديد من التساؤلات حول القضايا التي ناقشها الاخ علي عبدالله صالح -رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام- مع عدد من مسؤولي الدولة والمؤتمر بالرياض، بما في ذلك موضوع الضغوطات لنقل السلطة.. فهل يمكن أن تعطوا القارئ بعض التفاصيل لتوضيح الحقيقة ودحض المزاعم؟ وهل اطلعتم فخامته على نتائج التحقيقات حول جريمة النهدين؟ وما توجيهاته لكم بهذا الخصوص؟
- فخامة الاخ رئيس الجمهورية - حفظه الله - مُطلع وبشكل مستمر على مجريات الأحداث السياسية والأمنية داخل الوطن رغم حالته الصحية وخضوعه للعلاج منذ مغادرته أرض الوطن عقب الحادث الإرهابي الذي تعرض له ومعه عدد من كبار مسؤولي الدولة وهو على تواصل مستمر مع الاخ الفريق عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية المخول دستورياً من قبل فخامته باتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لضمان أمن الوطن وسلامة المواطنين، كما أنه لا صحة لما يشاع عن ضغوط على فخامته فيما يتعلق بموضوع نقل السلطة، لأن الحديث عن تلك الضغوط يتنافى مع رؤية فخامة الرئيس بأن الحل للخروج من الأزمة السياسية التي تمر بها بلادنا وتجنيب الوطن الانزلاق في أتون الصراعات التي سيكون ثمنها كارثياً وسوف تطال الجميع، هو في الحوار ولا يمكن أن يتم ذلك - أي نقل السلطة - الا من خلال جلوس جميع الاطراف على مائدة الحوار وفي إطار المبادرة الخليجية وجهود وبيان مجلس الأمن، وهذه الرؤية تتوافق مع توجهات الاطراف الاقليمية والدولية خاصة الاشقاء في مجلس التعاون الخليجي والاصدقاء الامريكيين والاوروبيين الذي يجمعون ويؤكدون على ضرورة أهمية الحوار للخروج من الأزمة الراهنة بهدف تأكيد مبدأ التداول السلمي للسلطة.
أما بخصوص التحقيقات المتعلقة بالجريمة الارهابية التي تعرض لها فخامة الاخ رئيس الجمهورية وكبار قيادات الدولة في جامع دار الرئاسة.. ففخامته على اطلاع تام بما تم التوصل اليه، وقد جه الاجهزة المختصة التي تقوم بالتحقيق في الحادثة باستكماله في أقرب وقت تمهيداً لإحالة ملف القضية الى القضاء لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق العناصر المتورطة والمحرضة في هذا الحادث الارهابي الآثم.
< إلى أين وصلتم في عملية التحقيقات بشأن جريمة النهدين؟ وكم نسبة الإنجاز في ذلك؟ ومتى تتوقعون إعلان النتائج وإحالة الملف للنيابة؟
- التحقيقات بخصوص الحادث الارهابي الذي تعرض له فخامة الأخ رئيس الجمهورية وكبار مسؤولي الدولة مستمرة وعلى وشك الانتهاء منها بهدف كشف جميع العناصر المخططة والمحرضة والمنفذة لهذا العمل الارهابي الجبان وبمشاركة من قبل فرق تحقيق متخصصة، كما أن الجانب الامريكي يشارك في التحقيقات الفنية للاستفادة من الامكانات والخبرات في هذا المجال، وقد تمكنت فرق التحقيق من إنجاز ما يقارب 80٪، وسيتم قريباً الاعلان عن تفاصيل الحادث الارهابي والعناصر المتورطة من خلال محاكمة علنية، كما أوضحت في مقابلة سابقة .
< أحزاب اللقاء المشترك تصر على نقل الرئيس صلاحياته لنائبه كشرط للحوار.. هل هذا يعني محاولة للهروب من جريمة النهدين والتغطية على الجناة خصوصاً وأن المؤامرة استهدفت الرمز الوطني الأول للبلاد؟
- أحزاب اللقاء المشترك ومنذ بداية الاحداث في شهر يناير لا تمتلك أي مخرج سياسي يجنب البلاد الاقتتال والحرب والدمار سوى اختزال الأمر في المطالبة بالتنحي الفوري لفخامة الاخ رئيس الجمهورية وتعتبر أن ذلك يمثل الحل لكل المشاكل التي تمر بها بلادنا بل وترفض الحوار كما ترفض الاعتراف بوجود عناصر إرهابية متطرفة تهدد الأمن والسلم المحلي والاقليمي والدولي وهو ما يتناقض والتهديدات والعمليات الإرهابية التي تم تنفيذها خلال الفترات السابقة ضد المصالح المحلية والأجنبية وضد سفراء الدول الاجنبية والسياح والعاملين في الشركات النفطية، ومن ثم فإن ما تمر به قيادات أحزاب اللقاء المشترك ليست وليدة اليوم وقد أثبتت الاحداث خلال الفترة الماضية أن الشعب اليمني بكل مكوناته السياسية والاجتماعية قد أدرك حقيقة ما يجري والاشخاص الذين يتم تشجيعهم للتخريب من عناصر هذه الأحزاب والتي تقوم بالاعتداء على مؤسسات الدولة في العاصمة والمدن الأخرى وخلق الأزمات التموينية والتحريض على استهداف المصالح الوطنية مثل قطع الطرقات واستهداف خطوط وأبراج الكهرباء والمنشآت العامة.
< استاذ علي.. كيف تعاملتم مع ما أدلى به الارهابي ناصر الوحيشي من معلومات خطيرة والتي كشف فيها عن وجود عناصر للقاعدة في ساحات الاعتصام التي ترعاها أحزاب اللقاء المشترك؟
- تصريح الارهابي ناصر الوحيشي بوجود عناصر من تنظيم القاعدة في ساحات الاعتصام وأنهم يشاركون بفاعلية مع عناصر أحزاب اللقاء المشترك لم يفاجئنا وهو يؤكد ما سبق التطرق اليه من وجود عناصر إرهابية من القاعدة يشاركون في المظاهرات والمسيرات والاعتصامات وفي أعمال التخريب ضد المؤسسات الحكومية واستهداف رجال القوات المسلحة والأمن، في الوقت الذي كانت قيادات من أحزاب اللقاء المشترك تعتبر أن الهدف من نشر تلك المعلومات هو استهداف العناصر المعتصمة وتشويه صورة الاعتصامات.. وبخصوص الإجراءات المتخذة فقد تمكنت الاجهزة الأمنية من رصد العديد من تلك العناصر والتأكد من وجودها في ساحات الاعتصام الا أن عدم تعاون قيادة الفرقة الأولى مدرع والقيادات الحزبية المنظمة لساحات الاعتصام مع الأجهزة الأمنية أعاق ضبط تلك العناصر.. ومن ثم فإن قيادة الفرقة الأولى مدرع واللجان الأمنية التابعة لأحزاب اللقاء المشترك المنظمة للاعتصامات يتحملان المسؤولية عن إيواء وتواجد تلك العناصر في ساحة الاعتصام خصوصاً أن العديد من تلك العناصر قاموا بنقل مساكنهم الى المنطقة المحلية بالفرقة تجنباً لعمليات المتابعة والقبض .
< ما هي نتائج المواجهات بين الجيش وعناصر القاعدة في أبين والنجاحات المحققة في هذه المواجهات؟ وهل ما يحدث في تعز وأرحب هو ضمن مخطط القاعدة لضرب الجيش والأمن؟
- لقد حققت الوحدات العسكرية والأمنية المقاتلة في محافظة أبين نجاحات كبيرة ضد عناصر القاعدة الذين توافدوا اليها من مختلف المناطق التي كانوا يختبئون فيها بهدف اسقاط المحافظة والسيطرة عليها والانتقال للسيطرة على مدينة عدن نظراً لموقعها الاستراتيجي المتميز ومن ثم تهديد الملاحة البحرية.. الا أن أبطال القوات المسلحة والأمن وبمشاركة من الطيران الحربي والقوات البحرية تمكنوا من مواجهة وصد تلك العناصر وإلحاق خسائر بشرية كبيرة في صفوفهم وصلت الى المئات والى معرفة مصرع أكثر من (80) عنصراً وبالإسم ما بين قيادي ومقاتل ومن جنسيات يمنية وأجنبية بالإضافة الى عشرات الجرحى والمصابين.
وما من شك أن محافظة أبين تضررت كثيراً من دخول تلك العناصر الارهابية اليها حيث قامت تلك العناصر باقتحام المؤسسات الحكومية والاعتداء على الممتلكات الخاصة ونهبها وترويع المواطنين ودفعهم الى مغادرة مساكنهم للعيش في مخيمات للنازحين.. كل ذلك كان بسبب الاوضاع السياسية والأمنية التي تمر بها بلادنا نتيجة الاعمال التخريبية التي قامت بها عناصر أحزاب اللقاء المشترك والعناصر الخارجة عن القانون.
لقد ساند أبناء محافظة أبين اخوانهم من القوات المسلحة والأمن في مواجهة العناصر الارهابية والاشتراك في تطهير مناطق وأحياء مدن محافظة أبين من تلك العناصر.
وبنفس الوقت توافدت مجاميع إرهابية من تنظيم القاعدة للاشتراك مع عناصر أحزاب اللقاء المشترك في كل من محافظة تعز وأرحب في أعمال التخريب والفوضى واستهداف المعسكرات ورجال القوات المسلحة والأمن.. وإننا نقدر تقديراً عالياً أولئك الابطال البواسل في جبهات القتال خاصة أبطال اللواء 25 ميكا والوحدات الاخرى المقاتلة معهم، كذلك ألوية الحرس في معسكر الصمع والذين سطروا أروع المواقف البطولية في مواجهة عناصر تنظيم القاعدة في تلك المناطق وفي تثبيت الأمن والاستقرار في محافظة أبين .
< الى متى ستستمر معاناة اليمنيين من جراء تردي الأوضاع بالعاصمة جراء حصار المعتصمين للأهالي وعنف المنشقين والمسلحين من أتباع أولاد الأحمر وأحزاب اللقاء المشترك؟
- المعاناة التي يمر بها سكان المناطق المحيطة بمنطقة الاعتصام في العاصمة لا تمسهم وحدهم بل تمتد الى جميع سكان العاصمة ومحافظات الجمهورية التي تقوم عناصر أحزاب اللقاء المشترك بقطع الطرق وحرمان المواطنين من الخدمات الأساسية والاعتداء على المصالح العامة، ولعل المتابع للأحداث الاخيرة المتمثلة في الاعتداء على مؤسسات الدولة في منطقة الحصبة وكذا قيام بعض القيادات العسكرية المنشقة بدعم تلك العناصر بالأسلحة والذخائر يدرك عدم إيمان بعض القوى التقليدية والحزبية بالحلول السياسية السلمية للأزمة وعدم مصداقية المزاعم التي تدعي سلمية ما تقوم به المعارضة من إجراءات تواجه به الدولة ومؤسساتها.
وكما أشرت سابقاً فإن المخرج من الأوضاع السياسية المتأزمة مرهون بجلوس جميع أطراف العمل السياسي في السلطة والمعارضة على طاولة الحوار لمناقشة مختلف القضايا بروح وطنية بعيداً عن ثقافة العنف والتعصب، الأمر الذي سيوصلنا جميعاً الى مخرج مُرضٍ يجنب البلاد الدمار ويخفف من المعاناة التي يمر بها شعبنا.
|